[ 181 ]

 

الباب الرابع باب الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)


 

[ 183 ]

مضى الحسن بن علي (عليهما السلام) وله سبع واربعون سنة، اقام مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمدينة سبع سنين من سني الهجرة، واقام مع أمير المؤمنين (عليه السلام) عشر سنين وكان اسمه الحسن، وسماه الله في التوراة: شبر. وكناه عند العامة أبو محمد، وعند الخاصة أبو القاسم، لأنه كني بأخيه المستشهد بكربلا. الزكي، والسبط الأول، وسيد شباب اهل الجنة، والأمين، والحجة والتقي. وأمه الطاهرة فاطمة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم اولاده عبد الله والقاسم وزيد وعمر وعبيد الله وعبد الرحمن واحمد واسماعيل وعقيل والحسين وبشر. ومن البنات ام الحسن فقط. ومشهده البقيع بالمدينة.


 

[ 184 ]

وتوفي بالسم في تمام سنة خمسين من سني الهجرة وكان سبب سمه على يد زوجته جعدة بنت محمد بن الاشعث بن قيس الكندي لأنه بذل لها معاوية على ذلك عشرة آلاف درهم واقطاع عشر ضياع سورا وهي من سواد الكوفة. ولما حضرت الحسن الوفاة قال لأخيه الحسن (عليهما السلام) ان جعدة لعنها الله ولعن اباها وجدها فإن جدها خالف أمير المؤمنين (عليه السلام) وقعد عنه بالكوفة بعد الرجوع من صفين معاندا منحرفا مخالفا طاعته بعد ان خلعه بالكوفة من الامارة وبايع الضب دونه وكان لعنه الله لا يشهد له جمعة ولا جماعة ولا يشيع جنازة لاحد من الشيعة ولا يصلي عليهم منذ سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبره يقول ويح لفراخ افراخ آل محمد وريحانتي وقرة عيني ابني الحسن من ابنتك التي من صلبك يا أشعث وهو ملع متمرد وجبار يملك من بعد ابيه فقام إليه أبو بحر الاحنف بن قيس التميمي فقال له يا أمير المؤمنين ما اسمه قال يزيد بن معاوية ويؤمر على قتل ابني الحسين (عليه السلام) عبيد الله بن زياد لعنه الله على الجيش السائر الى ابني بالكوفة فتكون وقعتهم بكربلاء غربي الفرات كأني انظر إلى مناخ ركابهم ورحالهم وإحاطة جيوش أهل الكوفة بهم واغماد سيوفهم ورماحهم وسقيهم في جسومهم ودمائهم ولحومهم وسبي اولادي وذراري رسول الله (صلى الله عليه وآله) حملهم ناشرين الاقتاب وقتل الشيوخ والكهول والاطفال فقام الأشعث بن قيس على قدميه وقال ما ادعى رسول الله ما تدعيه من العلم من أين لك هذا فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) ويلك يا من عنق النار لابنك محمد ابنك من قوادهم اي والله وشمر بن ذي جوشن وشبث بن ربعي والزبيدي وعمرو بن حريث فاسرع الاشعث وقطع الكلام وقال يا ابن ابي طالب افهمني ما تقول حتى اجيبك عنه فقال له ويلك يا اشعث اما سمعت فقال يا ابن ابي طالب ما سوى كلامك يمر وولى فقام الناس على اقدامهم ومدوا اعينهم إلى أمير المؤمنين


 

[ 185 ]

ليأذن لهم في قتله فقال لهم مهلا يرحمكم الله إني اقدر على هلاكه منكم ولا بد ان تحق كلمة العذاب على الكافرين ومضى الأشعث لعنه الله عليه بنيان خطة وهي المعروفة بالاشعثية وبنى في داره مئذنة عالية فكان إذا ارتفعت (اصوات) مؤذني أمير المؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة صعد الأشعث الى مئذنته فنادى نحو المسجد يريد أمير المؤمنين انا كذا وكذا انك ساحر كذاب واجتاز أمير المؤمنين في جماعة من اصحابه في خطة الأشعث ابن قيس لعنه الله وهو على ذروة بنيانه فلما نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) اعرض بوجهه فقال له ويلك يا اشعث حسبك ما وعد الله لك من عنق النار فقال اصحابه يا أمير المؤمنين وما معنى عنق النار، فقال: ان الأشعث لعنه الله إذا حضرته الوفاة دخل عليه عنق ممدودة حتى تصل إليه وعشيرته ينظرون فتبلعه فإذا خرجت به عنق النار لم يجدوه في مضجعه فيأخذون عليهم اثوابهم ويكتمون امرهم ويقولون لا تقروا بما رأيتم فيشمت بكم أصحاب أمير المؤمنين فقال له اصحابه يا أمير المؤمنين ما يصنع به عنق النار فقال أمير المؤمنين عجلت عليه النار يكون فيها جثيا معذبا إلى ان نورده النار بعد ذلك في الآخرة فقالوا يا امير المؤمنين فكيف عجلت له النار في الدنيا فقال (عليه السلام) لأنه كان يخالف الله ويخاف النار فيعذبه الله بالنار وبالذي كان يخاف منه فقالوا يا أمير المؤمنين وأين يكون عنق هذه النار قال في هذه الدنيا والاشعث فيها على كل يوم حتى تقذفه بين يديه فيراه بصورته ويدعوه الأشعث ويستجير ويقول ايها العبد الصالح ادع ربك لي يخرجني من هذه النار التي جعلها الله عذابي في الدنيا والآخرة أي والله لبغضي في علي ابن ابي طالب وفي محمد (عليهما السلام) فيقول له المؤمن لا اخرجك الله منها في الدنيا ولا في الآخرة وأي والله ويقذفه عند عشيرته وأهله ممن شك ان عنق النار أخذته حتى يناجيهم ويناجونه ويقول لهم: إذا سألوه بما صرت معذبا في هذه الدنيا، فيقول لهم: شكي في محمد وبغضي لعلي (عليهما السلام) وكراهتي لبيعته وخلافي عليه وخلافي لبيعته


 

[ 186 ]

ومبايعتي ضبا دونه فيلعنونه ويتبرؤون منه ويقولون ما نحب ان نصير إلى ما صرت إليه، قال الحسن (عليه السلام): إذا أنا مت يا أخي فغسلني وحنطني وكفني وصل علي واحملني الى جدي رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى تلحدني إلى جنبه فإن منعت من ذلك فبحق جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي أبيك وأمك فاطمة الزهراء (عليهما السلام) وبحقي يا اخي ان لا خاصمت احدا ولا قاتلته فحسبك بما قال لك في قتال جيش يزيد بكربلا في غربي الفرات وارادوا تعنفي فارجع من فورك الى بقيع الغرقد فادفني فيه، واعلم انك إذا حملتني إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يدع مروان طريد جدك لكفره ويركب بغلته ويصير إلى عائشة مسرعا فيقول لها يا أم المؤمنين تتركين الحسين يدفن اخاه مع جده رسول الله فتقول له يا مروان ما اصنع فيقول والله يا عائشة لئن دفن الحسن مع جده محمد ليذهبن فخر ابيك وفخر عمر الى يوم القيامة فتقول له وانى لي بهم وقد سبقوني فيقول هذه بغلتي فاركبيها والحقي بالقوم فامنعيهم من الدخول إليه ولو جزت ناصيتك وينزل عن بلغته وتركب عائشة وتسرع إليهم فتلحق بنعشي وقد وصل إلى حرم جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فترمي نفسها بينكم وبين القبر وتقول لا يدفن الحسن ها هنا أو تجز ناصيتي هذه وتأخذ ناصيتها بيدها فإذا فعلت ذلك فارددني الى البقيع وادفني إلى جانب قبر إبراهيم ابن جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما توفي الحسن (صلوات الله عليه) اخذ الحسين (عليه السلام) في جهازه وحمله وصلى عليه وصار به الى قبر جده (عليه السلام) ووافى مروان لعنه الله مسرعا على بغلته الى عائشة لعنها الله وقال كما حكاه الحسن للحسين (عليهما السلام) وقالت له مثله ونزل مروان عن بغلته وركبتها عائشة ولحقت القوم وقد وصلوا الى حرم النبي (عليه السلام) فرمت بنفسها عن البغلة واخذت بناصيتها ووقفت بينهم وبين القبر وقالت والله لا يدفن الحسن مع جده أو تجر ناصيتي هذه فأراد بنو هاشم الكلام فقال الحسين (عليه السلام) الله الله لا تضيعوا وصية اخي واعدلوا به الى


 

[ 187 ]

البقيع فانه اقسم علي ان منعت من دفنه مع جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا اخاصم احدا وان ادفنه في البقيع فعدلوا به إليه فدفنوه فيه فقال عبد الله بن العباس: كم لنا منكم يا حميراء يوم على جمل ويوم على زرافة فقالت يا ابن العباس ليس قتالي لعلي بعجيب وقد رويتم ان صفراء ابنة شعيب زوجة موسى بن عمران (عليه السلام) قاتلت بعده وصية يوشع بن نون على زارفة فقال لها ابن العباس هي والله صفراء وأنت حميراء الا انها بنت شعيب وأنت بنت عتيق إبن عبد العزى قالت إن لنا عندك يا إبن العباس ثارا بثأر والمعاد لا تقول به فقال لها ابن عباس والله انت ومن انت منه وحزبكم الضالون فكان هذا من دلائله (عليه السلام). قال الحسين بن حمدان الخصيبي حدثني جعفر بن محمد القصير البصري عن محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي عن محمد بن صدقة العنبري عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) ان اعرابيا خرج من قومه حاجا محرما فورد على ادحي نعام فيه بيض فاخذه واشتواه واكل منه وذكره ان الصيد حرام فورد المدينة فقال اين الخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد جنيت عظيما فأرسل إلى أبي بكر فورد عليه وعنده ملأ من قريش فيهم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وابو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة فسلم الأعرابي ثم قال: يا خليفة رسول الله افتني، فقال له أبو بكر: قل يا أعرابي، فقال: إني خرجت من قومي حاجا محرما فأتيت على أدحي فيه بيض نعام فأخذته واشتويته فأذن لي من الحج ما علي فيه جلال وما علي فيه حرام من الصيد فاقبل أبو بكر على من حوله وقال: انتم حواري رسول الله فقال الزبير من دون الناس انت خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانت احق بإجابته فقال له أبو بكر: يا زبير علي بن أبي طالب في صدرك قال وكيف وأمي صفية ابنة عبد المطلب عمة رسول الله، فقال الأعرابي ما في القوم الا من يجهد وقال له الاعرابي: ما اصنع قال له الزبير لم يبق في المدينة من نسأله


 

[ 188 ]

بعد من حضر هذا المجلس الا صاحب الحق الذي هو اولى بهذا المجلس منهم، قال الأعرابي فترشدني إليه، قال الزبير: إن أخباري يسومونه قوم ويحط آخرون قال الأعرابي قد ذهب الحق وصرتم تكرهون، قال عمر: الى كم تطيل الخطاب يا ابن العوام قوموا بنا والاعرابي الى علي فلا نسمع جواب هذه المسألة الا منه فقاموا باجمعهم والاعرابي معهم حتى صاروا إلى أمير المؤمنين فاستخرجوه من بيته وقالوا للأعرابي اقصص قصتك على أبي الحسن علي قال الأعرابي فلم ارشدتموني الى غير خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: ويحك يا أعرابي خليفة رسول الله أبو بكر وهذا وصيه في أهل بيته وخليفته وقاضي دينه ومنجز عداته ووارث علمه قال الأعرابي: ويحكم يا أصحاب محمد والذي اشرتم إليه بالخلافة ما فيه من هذه الخصال خصلة واحدة، قالوا: ويحك يا أعرابي اسأل عن مسألتك ودع عنك ما ليس من شأنك، قال الأعرابي يا أبا الحسن، يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني خرجت من قومي حاجا محرما، قال له أمير المؤمنين: تريد الحج، فوردت على أدحي فيه بيض نعام فاخذته واشتويته وأكلته، فقال الأعرابي: من سبقني بالخبر إليك، فقال أمير المؤمنين عمن تحدث به في المجلس مجلس أبي بكر خليفة رسول الله فكيف لا يسبق الخبر إليه قال له أمير المؤمنين فافته يا ابا حفص قال له أبو حفص لو حضرت وعلمت الفتوى ما حملنا إليك فقال أمير المؤمنين اجل يا اعرابي عليك بالصبي الذي بين يدي معلمه ومؤدبه صاحب الرواية فانه ابني الحسن فاسأله فانه يفتيك قال الأعرابي إنا لله وإنا إليه راجعون مات دين محمد (صلى الله عليه وآله) بعد موته فحمد وتنازع اصحاب محمد وازبد قال امير المؤمنين حاش لله يا اعرابي لم يمت ابدا قال الأعرابي أفمن الحق ان أسأل خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحوارييه واصحابه ولا يفتوني ويحيلوني عليك وتحيلني وتأمرني أن أسأل الصبي الذي بين يدي معلمه لا يفصل بين الخير والشر فقال: أمير المؤمنين (عليه السلام) يا اعرابي لا تقل ما ليس لك به


 

[ 189 ]

علم واسأل الصبي فانه يفتيك فقام الاعرابي إلى الحسن (عليه السلام) وقلمه في يده يخط في الصحيفة ومؤدبه يقول احسنت احسن الله إليك يا حسن قال الأعرابي يا مؤدب يحسن للصبي من احسانه وما اسمعك تقول له شيئا حتى كأنه بمؤدبك قال فضحك القوم من الأعرابي وصاحوا به ويحك يا اعرابي اوجز قال الأعرابي قد نبأتك يا حسن اني خرجت من قومي حاجا محرما فوردت على أدحي فيه بيض نعام فاشتويته واكلته عامك هذا ناسيا قال الحسن زدت في القول يا اعرابي قولك عامدا لم يكن هذا عبثا قال الأعرابي ما كنت ناسيا فقال له الحسن - وهو يخط في صحيفته - يا اعرابي خذ بعدد البيض نوقا فاحمل (اي فاعل) عليها فيقا يعني ذكر النوق، فإذا انتجت من قابل فاجعلها هديا بالغ الكعبة كفارة لفعلك، قال الأعرابي: فديتك يا حسن ان من الإبل لما يزلقن. قال الحسن (عليه السلام) يا اعرابي وان في البيض لما يمرقن قال الأعرابي انت صبي محق وفي علم الله معروف ولو جاز ان يكون ما اقول لقلت انك خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الحسن (عليه السلام) ما ترى قوما اختاروه فإذا ابغضوه عزلوه فكبر القوم وعجبوا لما سمعوا من الحسن فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) الحمد لله الذي جعل في ابني هذا كما جعله في داود وسليمان فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن محمد بن علي عن علي بن محمد عن الحسين بن علي عن بن فرقد عن علي بن الحسن العنبدي عن ابي هارون المكفوف عن الحارث الأعور الهمداني قال: لما مضى أمير المؤمنين (عليه السلام) جاء الناس الحسن بن علي (عليهما السلام) فقالوا: يا ابن رسول الله نحن السامعون المطيعون لك أمرنا بأمرك قال: كذبتم والله ما وفيتم لمن كان خيرا مني يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) فكيف توفون لي وكيف اطمئن إليكم


 

[ 190 ]

وأثق بكم ان كنتم صادقين، فهو غدا ما بيني وبينكم أعسكر بالمدائن فوافوني هناك. فركب معه من اراد الخروج وتخلف عنه خلق كثير لم يوفوا له بما قالوا وغروه كما غروا اباه أمير المؤمنين (عليه السلام) قبله. فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر جده فصلى عليه وقال: يا ايها الناس قد غررتموني كما غررتم أبي أمير المؤمنين قبلي فلا جزاكم الله عن رسوله خيرا مع أبي أما انه تقاتلون بعدي مع الظالم الكافر اللعين ابن اللعين عبيد الله بن زياد الذي لا يؤمن بالله ولا برسول الله ولا باليوم الآخر ولا اظهر الإسلام هو ولا أبيه قاطبة الا خوفا من السيف ولو لم يبق من بني امية الا عجوز درداء لابتغت لدين الله عوجا هكذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله). ثم وجه قائدا في أربعة آلاف رجل وكان من كندة أمره أن يعسكر بالأنبار ونزل بها، وعلم بذلك معاوية بعث إليه رسول وكتب إليه معاوية إنك ان اقبلت إلي وليتك بعض كور الشام والجزيرة غير ما افيضه من الانعام عليك، وحمل إليه خمسمائة الف درهم وقبضها الكندي لعنه الله من الرسول وانقلب عن الحسن ومضى إلى معاوية لعنه الله. فقام الحسن (عليه السلام) خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن صاحبي بعث إليه معاوية خمسمائة ألف درهم ووعده ومناه وولاه بعض كور الشام والجزيرة وقد توجه إليه وغدر بي وبكم وقد أخبرتكم مرة بعد مرة إنه لا وفاء لكم ولا خير عندكم أنتم عبيد الدنيا، وإني موجه مكانه رجلا إن هو علم به سيفعل بي وبكم ما فعل صاحبه ولا يراقب في ولا فيكم فبعث رجلا من مراد في أربعة آلاف رجل وتقدم إليه فحلف بالإيمان لا تقوم لها الجبال بأنه لا يفعل كما فعل صاحبه، وحلف الحسن (عليه السلام) مثلها إنه يفعل ويغدر به، فلما توجه وصار إلى


 

[ 191 ]

الأنبار ونزل بها وعلم ذلك معاوية بعث إليه رسولا وكتب إليه كما كتب إلى صاحبه وبعث إليه خمسمائة ألف درهم ومناه أن يوليه خيرا من كور الشام والجزيرة فنكث على الحسن ما فعل وأخذ طريقه إلى معاوية ولم يراقب ولم يخف ما أخذ عليه من العهد والميثاق. وبلغ الحسن فعل المرادي لعنه الله فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس قد أخبرتكم مرة بعد مرة إنكم لا توفون بعهد الله وإنكم قد أغررتم هذا صاحبكم المرادي وقد غدر بي وصار إلى معاوية وكتب معاوية إلى الحسن (عليه السلام) يا أبن العم: الله الله فيما بيني وبينكم ان تقطع الرحم وأن قد غدروا بيني وبينكم وبالله استعين. فقرأ عليهم الحسن كتاب معاوية فقالوا: يا ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن كان الرجلان غدرا بك وغراك من انفسهما فإنا لك ناصحون متبعون غير غادرين، فقال الحسن (عليه السلام) والله لأعذرن هذه المرة فيما بيني وبينكم ان يعسكر بالنخيلة فوافوني هناك إن شاء الله تعالى فوالله لا توفون ما بيني وبينكم. ثم ان الحسن (عليه السلام) اخذه طريقه الى النخيلة عشرة ايام فوافاه عشر آلاف راجل فانصرف الى الكوفة فدخلها وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: واعجباه من قوم لا حياء لهم ولا دين يغدرون مرة بعد مرة، وأيم الله لو وجدت على ابن هند اعوانا ما وضعت يدي في يده ولا سلمت إليه بالخلافة وإنها محرمة عليهم، فإذا انتم لا يأمن غدركم وافعالكم فإني واضع يدي في يده أيم الله لا ترون فرجا ابدا مع بني أمية واني لأعلم أني عنده أحسن حالا منكم وتالله ليسؤمنكم بنو أمية سوء العذاب ويشنون عليكم جيشا عظيما من معاوية فأف لكم وترحا يا عبيد الدنيا وابناء الطمع. ثم كتب الى معاوية إني تاركها من يومي هذا وغير طالب لها وتالله لو وجدت عليكم اعوانا ناصرين عارفين بحقي غير منكرين ما سلمت إليك


 

[ 192 ]

هذا الأمر ولا أعطيتك هذا الأمر الذي أنت طالبه أبدا ولكن الله عز وجل قد علم وعلمت يا معاوية وسائر المسلمين إن هذا الأمر لي دونك ولقد سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الخلافة لي ولأخي الحسين وأنها لمحرمة عليك وعلى قومك وسماعك وسماع المسلمين، والصادق والأمين والمؤدي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). وانصرف الى الكوفة فاقام بها عاتبا على أهلها مواريا عليهم حتى دخل عليه حجر بن عدي الطائي، فقال له يا أمير المؤمنين كيف يسعك ترك معاوية ؟ فغضب الحسن (عليه السلام) غضبا شديدا، حتى احمرت عيناه ودارت اوداجه وسكبت دموعه وقال: ويحك يا حجر تسميني بأمرة المؤمنين وما جعلها الله لي ولا لأخي الحسين ولا لأحد ممن مضى ولا لأحد ممن يأتي إلا لأمير المؤمنين خاصة ؟ أو ما سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قد قال لأبي يا علي ان الله سماك بأمير المؤمنين ولم يشرك معك في هذا الاسم احدا فما تسمى به غيره الا وهو مأفون في عقله، مأبون في عقبه، فانصرف عنه وهو يستغفر الله فمكث أياما ثم عاد إليه، فقال له السلام عليك يا مذل المؤمنين فضحك في وجهه وقال والله يا حجر هذه الكلمة لأسهل علي واسر الى قلبي من كلمتك الأولى فما شأنك ؟ أتريد أن تقول ان خيل معاوية قد اشرفت على الأنبار وسوادها وأتى في مائة ألف رجل في هذين المصرين يريد البصرة والكوفة، فقال حجر يا مولاي ما أردت أن أقول الا ما ذكرته، فقال: والله يا حجر لو أني في ألف رجل لا والله الا مائتي رجل لا والله إلا في سبع نفر لما وسعني تركه، ولقد علمتم أن أمير المؤمنين دخل عليه ثقاته حين بايع أبا بكر فقالوا له مثلما قلتم لي فقال لهم مثلما قلت لكم فقام سلمان والمقداد وابو الذر وعمار وحذيفة بن اليمان وخزيمة بن ثابت وابو الهيثم مالك بن التيهان فقالوا: نحن لك شيعة ومن قال بنا شيعة لك مصدقون الله في طاعتك فقال لهم حسبي بكم قالوا وما تأمرنا قال إذا كان غدا فاحلقوا رؤوسكم واشهروا سيوفكم وضعوها


 

[ 193 ]

على عواتقكم وبكروا إلي فإني أقوم بأمر الله ولا يسعني القعود عنه فلما كان من الغد بكر إليه سلمان والمقداد وأبو ذر وقد حلقوا رؤوسهم وأشهروا سيوفهم وجعلوها على عواتقهم ومعهم عمار بن ياسر وقد حلق نصف رأسه وشهر نصف سيفه، فلما قعدوا بين يديه (عليه السلام) نظر إليهم، وقال لعمار يا أبا اليقظان من يشتري نفسه على نصر دينه يبقى ولا يخاف، قال: يا أمير المؤمنين خشيت وثوبهم علي وسفك دمي فقال اغمدوا سيوفكم فوالله لو تم عددكم سبعة رجال لما وسعني القعود عنكم وتالله يا حجر إني لعلى ما كان عليه أبي أمير المؤمنين لو اطعتموني، فخرج حجر واجتمع إليه وجوه قبائل الكوفة فقالوا انا قد أمتحنا أهل مصرنا فوجدناهم سامعين مطيعين وهم زهاء ثلاثين ألف رجل فقم بنا الى سيدنا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى نبايعه بيعة مجددة ونخرج بين يديه ولا ندع ابن هند يعبر علينا وقوائم سيوفنا في أيدينا فجاؤا إلى الحسن (عليه السلام) فخاطبوه بما يطول شرحه فقال لهم والله ما تريدون إلا انقطاع الجبل بي حتى تريحوا معاوية مني ولئن خرجت معكم بالله حتى ابرز عن هذا المصر ليرغبنكم معاوية وليدبر على رجل منكم يرغبه في قتلي بالمال الكثير ويسأله اغتيالي بطعنة أو ضربة فيضربني ضربة يجرحني بها ولا يصل الي قالوا بأجمعهم تالله يا أبن رسول الله لا تقل هذا فنقتل انفسنا وقد قلدناك دمنا فقال أبرزوا إلى المدائن حتى تنظروا فبرزوا وساروا حتى وردوا المدائن فعسكر بها في ليلة مقمرة وقد كان معاوية كاتب يزيد بن سنان البجلي ابن أخي جرير بن عبد الله البجلي لعنه الله وبذل له مالا على اغتيال الحسن وقتله فأخذ له سيفا وأحتمل تحت اثوابه وتوجه نحو الحسن (عليه السلام) فخاف على نفسه فرجع فرمى السيف وأخذ الرمح معه فضاق به صدره فرده خوفا وأخذ حربة مرهفة وأقبل بتوكأ عليها حتى انتهى الى الفسطاط المضروب للحسن بن علي (عليهما السلام) فوقف غير بعيد ونظر إليه ساجدا وراكعا والناس نيام فرمى بالحربة فاثبتها فيه وولى هاربا فتمم صلاته والحربة تهتز في بدنه ثم انتقل من صلاته ونبه من حوله وصاحوا


 

[ 194 ]

الناس فجاؤا حتى نظروا إلى الحربة تهتز في بدنه فقال لهم هل أنا يا أهل الكوفة اخبرتكم ما تفعلونه وكذبتموني وأخذ الحربة وصاح بالرحيل وانكفأ من المدائن جريحا وكان له بالكوفة خطبا وخطابا كثيرا يسب فيه أهل الكوفة ويلعنهم وقال لهم أن يزيد بن سنان ابن اخي جرير بن عبد الله البجلي رماني بحربة فاطلبوه فخرج من الكوفة وسلم ولحق بمعاوية ورحل الحسن (عليه السلام) من الكوفة وسلم الأمر الى معاوية وقلدها معاوية الى زياد لعنه الله فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن أبي الحسن عن أبي قرنة عن جعفر بن يزيد الخزاز عن محمد بن علي الطوسي الرسي عن علي بن محمد عن الحسن بن عبد الله عن صندل عن أبي أسامة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج الحسن ابن علي (عليهما السلام) الى مكة سنة من السنين ماشيا من المدينة، فتورمت قدماه فقال له بعض مواليه: لو ركبت سكن عنك هذا الورم الذي برجليك، قال كلا إذا اتيت المنزل سيلقاك اسود معه دهن لهذا الورم فاشتره ولا تماسكة فقال مولاه بابي أنت وأمي أتيت منزلا ليس فيه أحد يبيع هذا الدواء قال بلى انه امامك دون المنزل فسار مليا فإذا الاسود قد قابله قال الحسن لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن واعطه الثمن فقال الأسود ويحك يا غلام لمن اردت هذا الدهن ؟ فقال: للحسن بن علي (عليهما السلام) فقال انطلق بي إليه فأخذ بيده حتى ادخله عليه فقال: بأبي أنت وأمي لم أعلم انك محتاج الى الدهن فلست آخذ له ثمنا انا مولاك ولكن ادع الله لي ان يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت، فقد خلفت أهلي بمحضر، قال انطلق الى منزلك فان الله قد وهب لك ذكرا سويا وهو لنا شيعة فرجع الأسود فإذا أهله قد وضعت غلاما سويا، فرجع الحسن (عليه السلام) فاخبره بذلك فدعا الله له وقال له خير ومسح رجله بذلك الدهن وخرج من مجلسه وقد سكن ما به ومشى على قدميه فكان هذا من دلائله (عليه السلام).


 

[ 195 ]

وعنه عن علي بن بشر عن أحمد بن هارون الوراق عن محمد بن علي عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) قال: جاء الناس الى الحسن بن علي (عليهما السلام) قالوا أرنا ما عندك من عجائب أبيك التي كان يرينا إياها قال: تؤمنون بذلك ؟ قالوا: نعم نؤمن بالله تعالى، فقال: أليس تعرفون أبي، قالوا: بلى كلنا نعرفه، فرفع لهم جانب ستر فإذا بأمير المؤمنين جالس، قال: تعرفونه ؟ قالوا بأجمعهم: هذا والله أمير المؤمنين، ونشهد أنك الإمام بعده ولقد أريتنا أمير المؤمنين بعد موته، قال لهم الحسن: ويلكم أما سمعتم قوله عز وجل: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون) إلى آخر الآية فإذا كان هذا فيمن قتل في سبيل الله فماذا تقولون فينا ؟ قالوا: آمنا وصدقنا فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن جعفر بن محمد بن مالك عن زياد بن جعفر الوشا عن محمد بن خالد عن الحسن بن مسكان عن داود الرقي عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الله بن غالب وهو أبو خالد الكابلي عن سيد العابدين علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) قال: كتب معاوية الى عمي الحسن كتابا يقول فيه إني قد أعددت لك بزا فدخلت في نفسي وصغرت فيما تستحقه فإن أذنت بقبولها أنفذتها إليك وإن أجبت ان اعرفكها تختار منها ما تراه فقلت وكان بعد وروده المدينة من الكوفة وأقبل للقائه فكتب إليه وصل كتابك بما عندنا علمه والذي أعددته لنا فإن أخذناه أخر عنك وإن تركناه كان عليك أعظم حمل ثقيل الوقر وإن كان المال دون الدماء التي سفكت والفتن التي ظهرت وأما عرضك علي ما أعددته لأختار منه ما أشاء فوالله انني بفضل الله احيط به علما ومن ذلك انك غلطت ونسيت فرددت خاتما جعلته في السفط الجزع من الجوهر الذي يكون عدده اثنتان واربعون حبة قد أستأثرت بالخاتم لنفسك وأعجبك فبخلت ببعثه إلينا وجعلته في سبابتك اليمنى وقلت في نفسك ماذا يقول أهل الشام إذا رأوا خاتمي في يده قد


 

[ 196 ]

هوى عليا بعد موته وتشاغلت بما اعددت لنا من البز والحرم، ودق مصر، ونسيج عدن، ومسك تيبت، وكافور قصورة، وعنبر الهند، ولو شئت لفصلت لك كلما اعددته وزنا وعددا وكيف تعرض علينا ان نختار ما نحن اعلم به منك ولو كنت تأدبت بآداب الله وأهديت ولم تشاور للزمنا قبول هديتك فدع الآن الى أن تنظر وننظر والسلام. فلما ورد الكتاب الى معاوية وفضه وقرأه وهم ان يخفيه ثم اظهره فقال له اخوه ابن ابي سفيان: يا أمير المؤمنين ان صدق الحسن فيما قال فقد اظهرت عيب نفسك باظهارك ما كتبت به إليك وإن كان كذاب فبين ذلك من كذبه عند من حضرك.. فقال: ويحك يا عتبة قد كان ما كان في النفس ما فيها واتيان الحق اجمل، والكذب لا يليق بذوي الكرم، والله لقد صدق في كل ما ذكره فقال له عتبة أدام الله لك رعبك من بني هاشم فلا تزال تخافهم كلما ذكرت عليا ونهض من مجلسه مغضبا فقال معاوية ان غضبت يا عتبة فعن قليل ترضى وما سخطك ورضاك بنافعي عند الله شيئا فخرج اكثر من في المجلس وهم يقولون لا جزاك الله يا معاوية خيرا فقد ادخلتنا في ضلال وعاقبة خسر، فكان هذا من دلائله (عليه السلام). وعنه عن الحسن بن علي المقري الكوفى عن محمد بن جبلة التمار عن المخول بن إبراهيم عن زيد بن كثير الجمحي عن يونس بن ظبيان عن المفضل بن عمر الجعفي عن المولى الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: لما قدم الحسن بن علي (عليه السلام) من الكوفة التقاه أهل المدينة معزين بأمير المؤمنين (عليه السلام)، ومهنئين له بالقدوم، ودخلت عليه ازواج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت عائشة والله يا ابا محمد ما فقد جدك الا حيث فقد ابوك ولقد قلت يوم قام عندنا ناعيه قولا صدقت فيه ما كذبت. قال لها الحسن (عليه السلام) عسى هو تمثلك بقول لبيد بن ربيعة


 

[ 197 ]

حيث يقول: وبشرتها فاستعجلت بخمارها * يحق على المستعجلين المباشر واخبرها الركبان ان ليس بينها * وبين قرى نجران والشام كافر فألقت عصاها واستقرت بها النوى * كما قر عينا بالأياب المسافر فقالت له يا ابن خبوت جدك وأبوك في علم الغيب، فمن ذا الذي اخبرك بهذا عني ؟ فقال لها ما هذا غيب لانك اظهرتيه، وسمع منك، وعن نبشك جزرا اخضر في وسط بيتك ليلا، بلا قش فتترين الحديدة في كفك حتى صار جرحا الا فاكشفي عنه، وأريه لمن حولك من النساء، ثم اخراجك الجزر وما فيه وما جمعته من خيانة واخذك منه اربعين دينارا عددا لا تعلمين وزنها وتفريقك له في ضعفة مبغضي أمير المؤمنين من تيم وعدي شكرا لقتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقالت: والله يا حسن لقد كان ما قلت ولله ابن هند فلقد شفا وشفا في. فقالت لها ام سلمة زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويحك يا عائشة ما هذا منك بعجب، وإني لأشهد عليك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لي وأنت حاضرة صوام أم أيمن وميمونة: يا ام سلمة كيف تجدين في نفسك ؟ فقلت يا رسول الله ما اجده قربا ولا أبلغه وصفا، قال كيف تجدين عليا في نفسك قلت لا يتقدمك يا رسول الله ولا بتأخر عنك وانتما في نفسي سوآء فقال شكر الله فعلك يا أم سلمة لو لم يكن علي في نفسك مثلي لبرئت منك في الآخرة ولم ينفعك قربك مني في الدنيا فقلت انني يا رسول الله وكذلك ازواجك قال نعم قلت والله ما اجد لعلي في نفسي موضعا قريبا أو بعيدا فقال لك حسبك يا عائشة ثم يا ام سلمة يمضي محمد ويمضي الحسن عليهما ويمضي الحسين مقتولا كما اخبر جدهما فقال لها الحسن: وأخبرك جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)


 

[ 198 ]

ان تموتين والى ماذا تصيرين فقالت له (نعم) ما اخبرني الا بخير. فقال لها الحسن: تالله لقد اخبرك جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) انك تموتين بالداء والدبيلة فقالت يا حسن متى قال هذا قال اخبرك بعد لومك أمير المؤمنين (عليه السلام) ونشائك حرما تجرين فيه عن بيتك متأمرة على جمل أحمر ممسوخ من مردة الجن يقال له عسكر تسفكين دم خمسة وعشرين الفا من المؤمنين الذين يزعمون أنك امهم قالت له جدك اخبرك بذلك ام هذا من غيبك قال هذا من علم الله وعلم رسوله وعلم أمير المؤمنين (عليه السلام) فاعرضت عنه بوجهها وقالت بنفسها والله لا تصدقن باربعين دينارا ونهضت فقال لها (عليه السلام) والله لو تصدقت باربعين قنطارا ما كان ثوابك الا النار. فهذا من دلائله (عليه السلام).